كتب – محمد الزهراوي
في الوقت الذي تتفاوض فيه القيادة السياسية المصرية، ممثلة في وزير بيئتها، الدكتور حسام المغازي، مع دولة إثيوبيا، من أجل الحفاظ على حصة الدولة من مياه الشرب، جراء إنشاءها لسد النهضة، نجد أن النيل ينتهك وبقوة وتهدر كميات كبيرة منه، بسبب صب ألاف اللترات من مياه الصرف الصحي والزراعي والصناعي داخله، عن طريق مصرف محيط قرية إطسا التابعة لمركز سمالوط شمال محافظة المنيا.
قرية إطسا ، التي يبلغ تعداد سكانها ما يقرب من 40 ألف نسمة ، حيث المرحلة النهائية ، لمصرف المحيط ، الذي يمتد بطول مراكز المحافظة الجنوبية ، بداية من ديرمواس جنوباً مروراً بمراكز ملوي وأبوقرقاص والمنيا وصولاً إلى سمالوط الذي تتبعه قرية إطسا .
يقول رجب على محمد، موظف بأوقاف إدارة سمالوط، أن مصرف المحيط طوله أكثر من 170 كيلو متر ، بداية من مركز ملوي ، مروراً بـ4 مراكز وصولاً إلى قرية إطسا بمركز سمالوط ، وأنه يصب أكثر من 10 آلاف لتر مكعب من مياه الصرف ” الصحي ، الزراعي ، الصناعي ” ، من خلال صب جميع مخلفات الصرف الصحي ، التي يتم رفعها من الخزانات المتواجدة بالقرى ، والصرف الصناعي وابرزها مخلفات مصنع شركة سكر أبوقرقاص ، فضلاً عن مخلفات الصرف الزراعي.
ويضيف رمضان محمد ، مدرسة بمدرسة إطسا الإبتدائية ، أن مصب المياه الملوثة تأتي بالقرى من محطتي ترشيح مياه للشرب وهي محطة “عرب الزينة” التي تخدم قرى مركز سمالوط ، ومحطة مياه ” عزبة بشرى” التي تغذي قرى مركز المنيا ، الأمر الذي أدى إلى إصابة العديد من أهالي قرية إطسا والقرى المجاورة ، بامراض الفشل الكلوي ، وفيروس سي ، وادت إلى وفاة عدداً من اهالي إطسا.
وأضاف أسامح قنديل ، أحد شباب القرية ، أن الحكومة المصرية تعمل بمثل “ودنك منين يا جحا ” ، مشيراً إلى تكبدها مصاريف باهظة ، من خلال المشاورات الدولية ، مع مسؤلي دولة أثيوبيا ، من اجل الحفاظ على نهر النيل ، وإقامتها العديد من مستفيات الكلى ومرضى فيروس “سي” ، في حين انها تترك مثل هذا المصرف التي يؤدي إلى تلوث مياه نهر النيل ، وإصابة المواطنين بالأمراض المتنوعة .
“أنا أُصيبت بفيروس سي بسبب مياه الشرب”، بهذه الجملة أكد علاء محمود أحد أهالي قرية إطسا، على إصابته بإلتهاب الكبد الوبائي “فيروس سي” ، وأن الأطباء المعالجين له ، أكدوا أن الإصابة نتيجتها تناوله مياه نهر النيل.
وأشار الأهالي ، إلى التأثير السلبي من مياه الصرف ، على إنتاجية الأراضي الزراعية من المحاصيل ، وانخفاضها بنسبة 50% ، فضلا على القضاء على الثروة السمكية ونفوق الآلاف من الأسماك ، بسبب اختلاط مياه الشرب بالمواد الكيماوية الناتجة عن المصرف الصناعي والزراعي ، كما اكدوا على إصابة اطفال القرية بـ”الجرب ” ، بسبب إنتشار الناموس والباعوض.