موسكو – برلين – وكالات الأنباء
أعلنت وزارة الخارجية الروسية أمس أن “اللاعبين الرئيسيين” فى النزاع السورى كالولايات المتحدة وروسيا والسعودية وإيران وتركيا، ومصر، سيجتمعون الشهر المقبل لبحث سبل إيجاد حل للأزمة السورية.
وفى الوقت الذى ينتظر فيه أن يكشف الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى الأمم المتحدة النقاب عن خطته حول سوريا، قال ميخائيل بوجدانوف نائب وزير الخارجية الروسى إنه سيتم تشكيل أربع مجموعات عمل فى جنيف ،كما أن لقاء مجموعة الاتصال التى تضم اللاعبين الرئيسيين سيكون الشهر المقبل بعد انتهاء أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأوضح أن واشنطن موسكو والرياض وطهران وأنقرة والقاهرة سترسل ممثلين عنها، معربا عن الأمل فى عقد لقاء لمجموعة الاتصال “فى أقرب وقت ممكن”.
وأكد بوجدانوف أنه لم يحسم مستوى التمثيل حتى الآن، لكن من المتوقع أن يكون العمل على عدة مستويات، الخبراء ونواب وزراء أو الوزراء أنفسهم، إذا لزم الأمر.
ومن المرجح أن يشارك ستيفان دى ميستورا وسيط الأمم المتحدة فى هذا الاجتماع بعد أن اجتمع بالفعل الشهر الحالى مع رؤساء أربع مجموعات عمل محددة الموضوعات شكلتها الأمم المتحدة لإعادة إطلاق المفاوضات بين السوريين.
وتشكل فرق العمل الأربع هذه أساس المقاربة الجديدة التى اقترحها دى ميستورا أواخر شهر يونيو الماضى لإحلال السلام فى سوريا، فى حين فشل مؤتمر جنيف فى انهاء النزاع.
فى الوقت نفسه، دعت أورزولا فون دير لاين وزيرة الدفاع الألمانية روسيا إلى المشاركة فى التوصل إلى حل للنزاع السورى وممارسة نفوذها فى البحث عن حل دائم.
وقالت فون دير لاين فى تصريحات لصحف مجموعة “فونكه” الإعلامية التى صدرت أمس : “إننا نحتاج إلى الجميع لإعادة إحلال السلام فى المنطقة”.
وفى إشارة إلى مكافحة تنظيم داعش الإرهابي، قالت الوزيرة إنه من الإيجابى أن تشارك روسيا فى القتال ضد تنظيم داعش الإرهابي، مؤكدة أن الحل الدائم لا يوجد سوى مع القوى التى لها نفوذ فى المنطقة من بينها بالطبع تركيا والسعودية وروسيا وإيران.
وردا على تصريحات مفاجئة أدلت بها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قبل أيام قليلة بأنه يتعين الحديث مع عدد كبير من الأقطاب وهذا يشمل الرئيس السورى بشار الأسد، قالت وزيرة الدفاع إن الأسد لا يمكن أن يكون جزءا من حل طويل المدى.
ومن جانبه، قال جيم أوزدمير رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الخضر الألمانى المعارض فى تصريحات لصحيفة “راينيشه بوست” الألمانية ردا على سؤال حول ما إذا كان من المناسب إجراء حوار مع الأسد أيضا : “يتعين أن نكون مستعدين لكثير من الأمور عندما يكون الهدف هو التوصل إلى هدنة، لكن يجب أن يكون من الواضح أيضا أن الأسد لا يمكن أن يكون جزءا من حكومة جديدة فى سوريا”.
فى غضون ذلك، دعا فرانك فالتر شتاينماير وزير الخارجية الألمانى إلى تشكيل حكومة انتقالية فى سوريا للخروج من المأزق، معربا عن استعداده للقيام بوساطة بين الموالين والمعارضين لحوار مع الرئيس السوري.
وقال فرانك فالتر شتاينماير لمحطة التليفزيون”آي.إر.دي”الألمانية الرسمية :”إذا توصلنا إلى أن نجمع أبرز أقطاب المنطقة والاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة وروسيا حول جامع مشترك واحد.. فهذا يعنى أننا نسير نحو تشكيل حكومة انتقالية، وسيكون قد تحقق الكثير”.
وأضاف شتاينماير :”يجب أن نتوصل إلى توحيد المصلحة المشتركة بين مختلف المواقف، بين الذين يريدون حتما الحوار مع بشار الأسد، وبين الذين يقولون لا نتحاور إلا بعد أن يرحل”.
وعلى الصعيد نفسه، أكد أحمد داود أوغلو رئيس الوزراء التركى أن بلاده لا تزال تعارض أى انتقال سياسى فى سوريا يكون فيه دور للأسد.
ونقلت صحيفة “حريت” التركية عن داود أوغلو الموجود فى نيويورك لحضور دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة قوله إن تركيا تقبل أى حل سياسى يوافق عليه السوريون لكن يجب ألا يكون الأسد جزءا منه،مضيفا أن تصريحات الرئيس التركى رجب طيب إردوغان والتى قال فيها إن الأسد يمكن أن يكون جزءا من فترة انتقالية لا تمثل تغييرا فى سياسة أنقرة.