كتبت – رضوى هاشم
حذر أثريون من كارثة جديدة تنتظر مومياء «توت عنخ آمون» بعد موافقة اللجنة الدائمة للآثار على نقل المومياء إلى غرفة صغيرة بمقبرة الفرعون الشهير فى الأقصر، الخميس المقبل، لأخذ عينات منها برعاية معهد «بول جيتى» الأمريكى الذى يعمل فى ترميم المقبرة منذ عدة أعوام، من أجل إثبات أن الفرعون الأشهر فى العالم من أصل «عبرانى» وليس مصرياً.
وقال الأثريون إن المومياء أصلاً فى حالة سيئة منذ قيام مكتشفها بتحطيمها إلى 17 قطعة لنزع القناع الذهبى عنها، مشيرين إلى أن حجم الغرفة الصغير يعوق دخول المومياء بصندوقها الزجاجى، ما يعنى ضرورة إخراجها من الصندوق، وهو ما يعرضها لخطر التفتت، كما أن الهدف من أخذ العينات هو إثبات نظريات أمريكية مفادها أن توت عنخ آمون لا ينتمى لأصول مصرية، بل هو حسب المزاعم اليهودية من أصل «عبرانى».
وكشفت القرارات الصادرة عن «المجلس الأعلى للثقافة» واللجنة الدائمة للآثار، التى حصلت «الوطن» على نسخة منها، أن العقد المبرم بين المجلس والمعهد الأمريكى لترميم المقبرة انتهى منذ عامين ولم يجدد، وعلى الرغم من ذلك لا يزال المعهد يعمل فى واحدة من أهم المقابر المصرية على الإطلاق.
من جانبه، قال الباحث الأثرى عمر الحضرى لـ«الوطن» إن «اختصاص المعهد وفق العقد المبرم بينه وبين وزارة الآثار يقتصر على فحص ومسح حوائط المقبرة، ومن الغريب أن يتم إسناد مهمة وضع أرضيات خشبية فى المقبرة للمعهد، مع أن ذلك ليس من تخصصه كما هو معلوم لجميع الأثريين».
من جهته، قال أسامة كرار، المنسق العام لـ«حركة الدفاع عن الآثار» إن «الغرفة المقترح نقل مومياء الفرعون لها صغيرة جداً، ومن المستحيل نقل المومياء إليها دون فك الشمع الأحمر المحيط بها وإخراجها فى غرفة مظلمة، وإلا تعرضت للتدمير، وهو ما سيتيح لأى من كان العبث بالمومياء»، موضحاً أن «هناك محاولات عدة رصدت فى السابق لأخذ عينات من المومياء من أجل إجراء فحوصات لها لإثبات نظريات مفادها أن توت عنخ آمون من أصل عبرانى يهودى، كما أن إصرار مسئولى الآثار على إسناد مهام متعددة لمعهد أمريكى على الرغم من عدم اختصاصه، أمر غريب يثير مزيداً من الريبة والتساؤلات حول الهدف من ذلك».