قرية الشرفاء من حضن الجبل"تستغيث"

( المشروع العملي للأكاديمية الإعلامية الدولية بالمنيا التابعة للنقابة العامة للعاملين بوسائل الإعلام وسط وشمال الصعيد لتدريب الصحافة المهنية )
لوجو الاكاديمية
الوحدة الصحية “خارج الخدمة” .. “والخبز سئ ” .. والصرف الصحي حلم!
الأهالي : وعد وزير التموين بعد زيارته “طلع فشنك”
تحقيق – منة الله عبد القادر ، أنور نجيب ، علاء فضل ، عمرو احمد
يعانى المئات من أهالي قرية الشرفاء شرق النيل من ثالوث الخدمات المحرومة “الخبز السيئ وسوء الخدمات الصحية وعدم إدخال الصرف الصحي”
فلم يكتفي الأمر عند هذا الحد من المعاناة ولكن كان الجبل الخطر الأكبر على حياة الأهالي أيضا فبدلاً أن يكون مصدرا لرزقهم أصبح مصدراً لشقائهم .
وسط إهمال الأجهزة التنفيذية التي لم تُلبى احتياجاتهم واعتبرت القرية التي تقع عند مدخل المحافظة الشرقي خارج الخريطة “على حد وصفهم”
فيما جاءت زيارة الدكتور خالد حنفي وزير التموين للقرية هذا العام أملاً لهم لإصلاح الخدمات وتحسين الخبز ولكن باءت بالفشل ووصفوها بأنها” طلعت فشنك. ”
رصدت ” الإعلاميين اليوم ” واقع القرية التي يبلغ عدد سكانها قرابة 10 آلاف نسمه ويبحثون عن خبز آدمي وصرف صحي ووحده صحية أدمية !
صورة1
وحدة صحية بلا ماء
في البداية تحدث لنا عدد من سكان القرية “رفضوا ذكر أسمائهم ” وقالوا أن الوحدة الصحية التي كانت أمل منذ إنشائها بعد معاناة فأصبحت تعمل ثلاثة أيام من العاشرة صباحاً حتى الواحدة ظهراً بطبيب بشري واحد وأربعة أطباء أسنان ، وهذا غريب للغاية فتخصص الأسنان أكثر من البشرى وباقي الأسبوع تكون خارج نطاق الخدمة
تابعوا مستنكرين ” حتى تطعيم الأطفال يكون يوم واحد في الأسبوع مما يجعلنا نذهب للوحدة أكثر من مرة! حتى يتناول فلذات أكبادنا المصل ومن الممكن أن لا نجده . كما لا يوجد عدد كافي من تذاكر الكشف بالوحدة غير خمس عشر تذكره يومياً .
وقال ف . ع أحد أبناء القرية ” أمام الوحدة الصحية ولافتتها الغير واضحة ” انه لا يوجد مكتب صحة لتسجيل المواليد والوفيات مما يجعلنا نلجأ إلى وحدة نزلة حسين الطبية للتسجيل وهذا يجعنا نعانى من الذهاب والإياب للوحدة المجاورة . وأشار ان عيادة الأسنان بالوحدة غير مجهزه و الأجهزة معطلة وغير معقمه “هذا على حد قوله”
ويرى على بكر احد أبناء القرية أن الوحدة الصحية ” وجودها كعدمه ” لأننا نذهب كثيراً إلى الوحدة ولا نجد الأطباء مما يجعل البعض من أهل القرية يذهب إلى العيادات الخاصة وهذا لا يملكه الكثير من اللذين هم تحت خط الفقر
تسال على أين وزير الصحة من الغلابة هم ” ملهمش نصيب في العلاج المجاني ” ؟
” العيش ميرضيش ربنا”
بعد مرور شهر على زيارة وزير التموين الدكتور خالد حنفي للشرفاء برفقة قيادات المحافظة مازال “العيش ميرضيش ربنا ” بهذه الكلمات بدأ محمد إسماعيل أبو عوف أحد أهالي القرية حديثه وقال : ” خاطبت وزير التموين عند مدخل القرية في زيارته لها فسألني ولم أعلم انه الوزير ” أين المخبز المدعم ” فأرشدته إلى مكان المخبز فوجده مغلقاً بحجه الانتهاء من توزيع الحصة ” وأخبرته أن مواعيد عمل المخبز ساعتين فقط و غالباً يكون العمل في الصباح الباكر جداً مما يجعل بعض الأهالي لم يحصلوا على حصتهم لان المخبز يعمل من الثانية عشر من منتصف الليل حتى السادسة صباحاً ” والعيش ميرضيش ربنا ” وتعجب الوزير من هذه الكلمة فوعده بأن الخبز سيتحسن خلال أيام وكذلك المواعيد ولكن بعد مرور أكثر من شهرين ” لا يوجد تحسن وكانت تصريحات فقط ”
وأشار إلى انه ذهب في اليوم التالي للزيارة ليحصل على حصته من الخبز فرفض صاحب أحد مخبزي القرية ويدعى “ف.ع “أن يعطيه حصته اليومية وقال غاضباً “أنت قعدت مع الوزير شوف الوزير هايعملك إيه” ومن جانبه حرر محمد إسماعيل شكوى إلى وكيل وزارة التموين بالمنيا ضد صاحب هذا المخبز أورد فيها كل ما جرى بينهم .
ومن جهته رد صاحب المخبز فيما وجه إليه قائلا : ” إن منظومة الخبز تعمل بصوره جيده ونفى اتهامات بعض أهالي القرية .
تناول أطراف الحديث في أزمة الخبز أيضاً على بكر قائلا الخبز انه لا يصلح للاستخدام الآدمي مما دفع الأهالي لاستخدامه كعلف للمواشي والطيور وأن وزير التموين وعدنا وعود كثيرة ولم ينفذ منها شيء فالزيارة طلعت فشنك “على حد قوله”
صورة3
الشرفاء في حضن الجبل
” معاناة القرية ليست فقط نقص الخدمات والإهمال بل نعيش مهددين كل يوم من إزالة منازلنا ”
بهذه الكلمات قالت إحدى سيدات أهالي القرية بعيون تدمع وحولها بأحفادها على باب منزلها المبنى من البلوك الحجري “عايزين سكن نظيف ، خايفين الجبل يقع علينا وأولادي ثلاثة رجال يعملون بالمحاجر في ظروف صعبه ويسكنون معي في نفس البيت ومساحته لا تتعدى 70 متر والحكومة تهددنا كل يوم بالإزالة وكأننا لا نعيش في وطنا فماذا نفعل ؟
وأشار أحمد صابر 45 سنه عامل بالمحاجر أن الحكومة رفضت إعطاء تصريح بسقف المنازل وارتفاعها بحجه أنها مخالفه للقانون وصمت قليلاً ثم قال غاضباً “لا أملك إلا هذا البيت و الحكومة عايزه تطردنى من البيت وتشرد أطفالي ” .
طالب هاني توفيق أحد المتضررين من” المنازل المخالفة” الحكومة بإعطائه تصريح تركيب عداد كهرباء مشيراً أن هذه المنازل تعمل “بنظام الممارسة” وهو مكلف جداً قد يصل إلى 300 جنيه في الشهر وتم تركيب أعمدة الإنارة على نفقتنا الخاصة.
شغل الجبل ” شحاته ”
وأكمل احمد صابر بعد عودته من المحجر ووجهه يمتلئ بالغُبار ويحمل في يده نظارة سوداء للوقاية من أتربة مًعدّات المحجر قائلاً ” إن هذا العمل غير آدمي بالمرة حيث نتعرض يومياً إلى الحوادث مثل الصعق الكهربائي أو الكسور والبتر للإطراف بسبب تقطيع الأحجار وعدم توافر شروط السلامة بالمحاجر بالإضافة إلى الإمراض الناتجة عن العمل مثل الأكزيما وسرطان الرئة وأمراض العيون وغيرها فالعمل في الجبل شحاته”. وأنا بشتغل أسبوع وبقعد أسبوع في البيت من غير شغل ومفيش مصدر دخل تانى ”
وتعجب هاني عبد القادر ” انه في الثلاثين من عمره وحتى الآن لم يجد مصدر دخل ثابت ولا يملك سوى قوت يومه لأنه يعمل نصف الشهر بشكل متقطع ، وذلك بسبب نقل الحكومة للمحاجر في أماكن بعيده داخل الجبل.
مطالباً الحكومة بسرعة توفير فرص عمل له ولأمثاله من الشباب الذين يعملون بالمحاجر. وظروف عمل مناسبة في ظل وجود قرابة ألف محجر بالمحافظة ويعمل بها أكثر من 30 ألف عامل .
الصرف الصحي حُلم !
كغيرها من القرى العديدة في محافظة المنيا والتي تعانى عدم وجود صرف صحي ومكان خاص لإلقاء القمامة أوضح الأهالي أنه تم مطالبه الوحدة المحلية بتخصيص مكان كمقلب صحي بدلاً من الصناديق للحد من إلقاء القمامة على الترعة أو بجوار المدرسة والمنازل مما يُسبب بعض الإمراض للأهالي وطالبوا بتوصيل الصرف الصحي ، فالقرية اقرب القرى لمدينه المنيا وعند المدخل الشرقي وبالقرب من المنيا الجديدة والصرف يمر أمامها ولكن لا تستفيد منه .
ترعة الموت
أشار عدد من أهالي القرية إلى الخطر الذي تُسببه الترعة الرئيسية بالقرية لمرورها من أمام منازلهم بدون تغطيه أو حتى سور يمنع سقوط أطفالهم بها مما يؤدى إلى مصرعهم وانتشار الأمراض والحشرات والبعوض . استغاث أهل القرية بالمسئولين لتلبية مطلبهم أكثر من مرة فكانت آخر ضحايا الترعة في ابريل الماضي الطفلة ( شهنده محمد شعبان ) 3 سنوات والتي سقطت في تلك الترعة ولفظت أنفاسها الأخيرة .
” كله تمام” !!!
ومن جانبها ردت دكتورة هاجر اشرف طبيب تكليف بالوحدة أن الوحدة الصحية كاملة من جمع التجهيزات الطبية المطلوبة ولكن نعانى من عدم وجود مياه شرب و أيضاً عدم وجود مياه مقطره مما يعوق عمليه علاج بعض الأهالي ونفت ما قاله الأهالي وقالت إننا متواجدون طوال اليوم بالوحدة .
واستنكر ناجى محمد كاتب مالي وإداري بالوحدة الصحية غاضباً انه تم مخاطبه الجهات المختصة بإصلاح خط المياه وتغيير المواسير ومستندات الوحدة تثبت ذلك بعمل مقايسة بتكلفة 65000 جنيه تقريباً ولم يتم تنفيذ أي شيء حتى الآن . فتم عمل جميع الإجراءات الخاصة بعزل الوحدة الصحية عن قرية نزله حسين وحتى الآن لم يتم عمل مكتب صحة خاص بالشرفاء لتسجيل المواليد والوفيات به .
” مش أنا المسئول ”
أوضح حماد تونى “سكرتير الوحدة المحلية ” أن توصيل المياه للوحدة الصحية ليس من اختصاصهم ولكن من اختصاص هيئة مياه الشرب ” على حد قوله” وأكمل قائلاً انه تم إعداد مقايسة لتصليح خط المياه وتغيير المواسير من 2 بوصه إلى 4 بوصه وهذا فقط اختصاص الوحدة المحلية.
وألقى حماد المسئولية على وزارة الصحة قائلاً : ” ده مسئولية وزارة الصحة ”
واستكمل بالنسبة لإزالة المنازل ” إن هذه المنازل مخالفه طبقا لنص القانون رقم 119 بناء بدون ترخيص” وصدرت لها قرارات إزالة أكثر من مره وتم تنفيذها ولكن الأهالي عاودوا البناء مرة أخرى بحجة أنهم لا يملكون سواها .
وأضاف أنه تم الاشتباك بين الأهالي القاطنين في هذه المنازل والشرطة أكثر من مره ، فهؤلاء لديهم منازل أخرى ولكن هم يريدون العيش هنا ونحن لا نعلم لماذا ؟
وقال تونى : ” القمامة يتم رفعها يومياً ولكن المشكلة هي “ثقافة شعب ، إن تخصيص مكان لإلقاء القمامة هذا من اختصاص مجلس مدينة المنيا وان مشكله الصرف الصحي تعود إلى عدم توافر الميزانية الخاصة لذلك باختصار “الصرف معاه 100 سنه علشان يتعمل كما لا توجد المبالغ الكافية لعملية تغطية الترعة ، وإن وزارة الري لا تقبل تغطية الترع الرئيسية وذلك حتى يسهل تطهيرها من المخلفات وما يعوق حركة المياه ” .
صورة2
” مذكرات ووعود ” !
و أكد دكتور هاني راضى مدير الرعاية الأساسية بمديرية الصحة ” في تصريح خاص ” للإعلاميين اليوم” أن هناك عجز في أطباء التكليف بالمنيا في شهري مارس وابريل من كل عام وذلك بسبب حركة نيابات الأطباء مما ينتج عنه عجز في توزيع الأطباء على الوحدات فنجد طبيب واحد يخدم أكثر من وحده في نفس الوقت ولذلك يظهر التقصير الذي يشكو منه المواطنين . وستنتهي هذه الأزمة بقبول الدفعة الجديدة
وأضاف راضى” أنه تم عرض المشكلة على وزير الصحة وسيتم التنسيق مع الوزارة في الفترة القادمة لحل هذه المشكلة في القريب العاجل . وإن وحدة الشرفاء جديدة مصممه طبقا للنموذج النمطي ومجهزه بأحدث التجهيزات الطبية وغير الطبية وتقوم بجميع خدمات الرعاية الطبية من استقبال طوارئ ، وعيادات خارجية ، وتنظيم أسره ، ومتابعة أطفال ، وحملات تطعيم للأطفال والحوامل ، بالإضافة للخدمات التثقيفية والوقائية التي تقوم بها
وأشار انه تم مخاطبه شركة المياه لتلاشى مشكلة المياه وتم تركيب مواتير لرفع المياه للوحدة حيث أنها تقع في منطقه عاليه عن باقي القرية ويقوم عُمّال الوحدة بتخزين المياه في خزانات خاصة ، ونتمنى من الإدارة الصحية وشركة المياه حل هذه الأزمة في أسرع وقت ممكن
كما لم يتم الفصل بعد بين الوحدة الصحية بالشرفاء ونزله حسين حتى الآن . وارجع السبب فى ذلك الى” ان الفصل يحتاج إلى قرار مجلس محلى والجدير بالذكر انه بعد الثوره توقف فصل الوحدات ويترتب على ذلك عدم فصل مكاتب الصحة .
والآن يتم إعداد مذكره تقدم إلى محافظ المنيا للموافقة على فصل جميع مكاتب الصحة التي لم تفصل حتى الآن وسيتم فصلها قريباً .
ثم خاطب المواطنين في نهاية حديثة قائلا: إن مكتب وكيل الوزارة مفتوح أمام الجميع طوال اليوم فمن لديه شكوى أو اقتراح لتحسين مستوى الخدمة الصحية يأتي إلينا ونحن نتعامل مع جميع الشكاوى بجديه وحزم ويتم محاسبة المقصرين فوراً .