كتبت – هند موسى
تحدت داليدا قيود أسرتها، ورفضهم أن تصبح نجمة، وظل والداها يضغطان عليها حتى تنسى حلم الفن، وأن تعيش حياة بسيطة بعيدة عن أضواء الشهرة، رافضين ما يحيط بها، وأن تكون ابنتهما واحدة من أبناء هذا الوسط.
ورغم أن داليدا، التى يتزامن اليوم موعد ميلادها، كانت قد تلقت دروسًا فى الغناء، إلا أن والديها حاولا بكل السُبل إبعادها عن هذا الطريق، ومع أنهما نجحا فى ذلك حتى عملت داليدا سكرتيرة فى شركة أدوية، إلا أن هذا لم يجعلها خارج تأثير سحر النجومية، إذ تقدمت لمسابقة ملكات الجمال فى مصر حتى فازت فيها، لكن هذا لم يروق لوالديها.
بعد ذلك بدأت دخول عالم الفن، وتقديم أدوار صغيرة، على أمل أن تأتيها الفرصة فى يوم وتصبح نجمة، وخلال تواجدها فى استوديو تصوير فيلم “Joseph and his brother“، احتاج صنّاعه إلى فتاة دوبلير مكان الممثلة جون كولونيز، التى اختارتها لتكون بديلة لها وتؤدى بعض مشاهدها.
قررت داليدا السفر إلى فرنسا باحثة عن فرصة أقوى، لكن للأسف لم يحالفها الحظ هناك، حتى عادت إلى مصر، وسعت لإصقال موهبتها فى الغناء، فتعلمت الغناء بنحو تسع لغات هى: العربية والإيطالية والعبرية والفرنسية واليونانية واليابانية والإنجليزية والإسبانية والألمانية.
قدمت مجموعة من الأغنيات، بلغ عددها 500 أغنية، منها “حلوة يا بلدى”، “سالمة يا سلامة”، وحصلت على العديد من الألقاب والأوسمة، وكانت من أوائل المطربين الذين طرحوا أغنياتهم على هيئة فيديو كليب.
وقالت داليدا فى أحد لقاءاتها التليفزيونية إنها تشعر بالحنين باستمرار نحو مصر، لأنها البلد التى نشأت فيها، كما أنها تمتلك ذكريات كثيرة لها فيها، مشيرة إلى أن والدها كان عازف كمان أيضًا، وكانت تتابعه فى طفولتها وتعتبره مثل الإله بالنسبة لها، وأوضحت أنها تعتبر أغنياتها عملا تمثيليا أيضًا، ولكن مدته 3 دقائق، وتجسد خلالها قصة، ويصاحبها فى ذلك راقص يعملها بعض الحركات لتؤديها فى الكليبات.
وشاركت داليدا فى مجموعة من الأفلام المصرية منها “سيجارة وكاس”، و”اليوم السادس” مع يوسف شاهين.
وفى الثالث من شهر مايو لعام 1987 قررت الجميلة داليدا الانتحار، من خلال تناول جرعة زائدة من الأقراص المهدئة، وتركت لجمهورها رسالة كتبت فيها “سامحونى.. الحياة لم تعد تحتمل”، ليُسدل الستار على حياة فنانة أحبت حياتها بشدة، ورغبت فى أن تكون نجمة يتحدث عنها العالم، وهو ما حققته، لكنها لم تعد تشعر بالسعادة، لذا قررت الرحيل عن الحياة بإرادتها.
وبعد وفاتها كرمتها الحكومة الفرنسية بوضع صورتها على طابع البريد، إلى جانب وضع تمثال لها بالحجم الطبيعى على قبرها.
وكانت النجمتان بشرى ونيكول سابا قد أعلنتا نيتهما للقيام ببطولة عمل تليفزيونى يسرد حكاية ومشوار الفنانة داليدا، لكن لم يتم اتخاذ أى خطوة فيما يتعلق بمشروعيهما، حتى خرجت بشرى أكثر من مرة لتؤكد أنها البطلة والمرشحة الوحيدة لبطولة هذا المسلسل.