" العلاّمة الكفيف " ابن جامعة المنيا مخترع مغمور

اختراع المولد الكهربائي للجذب المغناطيسي سبباً لإختيارى رئيساً لقسم الفيزياء بمدينه زويل
رجب : مشروعاتي كثيرة في الذاكرة والمال عقبة التنفيذ
حوار – أحمد عبد الجواد ، مصطفى حجاج
صدق الله عز وجل حينما قال ” إنها لا تعمى اﻷبصار ولكنها تعمى القلوب التي في الصدور” . هذا الشخص الذي بين أيدينا لم يستسلم لظروف الحياة ولا ﻹعاقته رغم إنه كفيف قابل الواقع واجه التحدي والصعوبات في سبيل إثبات ذاته وتحقيق أهدافه إلى أن استطاع أن ينجز أعمالا قد لا يستطيع الشخص المُبصر تحقيقها .
إنه شخص يمتاز بالذكاء والتعاون والفكاهة وبشاشة الوجه ، هذا النابغة هو أحد أبناء جامعة المنيا” كليه اﻷداب” والذي قام بعمل أبحاث داخل كليه العلوم ” قسم الفيزياء ” وحصل على دورات تدريبية في مجال الطاقة الكهرومغناطيسية إلى أن أصبح رئيس قسم الفيزياء بمدينة زويل للعلوم ، كما إنه يجيد صيانة الموبايل على الرغم من إنه كفيف واستطاع أيضا أن يبتكر مولد لتوليد الكهرباء والذي يعمل بالطاقة الكهرومغناطيسية في الوقت الذي تسعى فيه الدولة لحل أزمة الكهرباء . ولذلك قمنا بإجراء حديثاﹰ مع هذه الشخصية المصرية الفذة لنقترب منها أكثر ونعرفها أكثر فوجهنا له عده أسئلة :
* في البداية عرفنا بنفسك?
أنا رجب محمد رضا إبراهيم ، طالب بكلية الآداب قسم مكتبات ومعلومات ‹جامعة المنيا› من قرية بردنوها مركز مطاى ، محافظة المنيا .
* ما هي مواهبك ?
أحب إلقاء الشعر وقد حصلت على المركز اﻷول على مستوى المنيا في إحدى المسابقات ، كما إنني حصلت على المركز اﻷول في العزف و الإيقاع إلى جانب بعض اﻷنشطة الرياضية .
* كيف بدأت حياتك العلمية ? وكيف كانت بداية رحلتك مع العلم ?
في البداية رفضت الالتحاق بالمدارس الحكومية وذلك لعدة أسباب أولها كونى كفيفاﹰ وبذلك سوف أجد عقبة في عدم رؤية السبورة ، ثانياﹰ لا يتم تطبيق طريقة ” برايل” في التعليم الحكومي ، ثالثاﹰ وهى اﻷهم هو عدم وجود مدرسين غير مؤهلين لتعليم المكفوفين ولذلك كان لابد من الانتقال إلى مدارس أخرى خارج محافظة المنيا . حيث توجد مدارس في محافظة أسيوط وأسوان التي تستخدم طريقة برايل ولكن ظروف اﻷسره لا تسمح بذلك . ثم سمعت عن إعلان على القناة السابعة يعلن عن فتح مدارس خاصة بالمكفوفين وذوى الحالات الخاصة ، وفى العام اﻷول للمدرسة لم ألتحق بها لقلة إمكانيات اﻷسره وفيما بعد التحقت بها وكان عمرى11عام.
وقد تعلمت طريقة برايل خلال شهرين ، وكان للمدرسين دوراﹰ كبيرا في مساعدتي وقد أتممت حفظ القرﺁن وأنا في الصف الثاني الإعدادي . إلى أن أنهيت المرحلة الثانوية وأخيرا التحقت بكلية الآداب قسم مكتبات ومعلومات
* كيف تثقف نفسك?
من خلال اﻹنترنت الموجود على الموبايل الناطق فأنا أمتلك موبايل ناطق أستطيع من خلاله الدخول على النت و الاتصال بأي شخص وإجراء أي شيء على الموبايل.
* لديك خبرة في صيانة الموبايل . كيف تعلمت ذلك ?
في البداية منحنى أحد اﻷشخاص موبايل هديه وكان إستعمالى له يقتصر على إستقبال المكالمات فقط ، وذات يوم سقط الموبايل على اﻷرض وتعطل فتوجهت فوراﹰ إلى مهندس الصيانة في أحد محلات المنيا فقال لى” إنه سوف يتكلف تكلفة باهظة حتى يرجع كما كان ” ولعدم توافر المال المطلوب معي لتصليحه لم أوافق ، وقمت بفك الموبايل ولكن لم أستطع تجميعه فذهبت إلى مهندس الصيانة وقد قال لى ” لماذا قمت بفكه وأنت ليست لديك خبرة في الصيانة ” فقلت له ” هل تساعدني في تعلم صيانة الموبايلات ” فرد قائلاﹰ ” نحن لا نستطيع التعامل مع المكفوفين في تعليم الصيانة ” ولكن هذا الكلام لم يؤثر فيا ، وقابلت بعد ذلك أحد الأشخاص و الذي وافق على تعليمي الصيانة حتى أتقنتها وقمت بفتح محل لصيانة الموبايلات وإصطحبت أحد اﻷشخاص ليعاونى في عملية اللحام ﻷنها كانت عقبة أمامى . وبالفعل نجحت في ابتكار طريقة جديد لعمل ” الراديو جاك ” وهو جهاز صغير يوجد في بروسيسور الموبايل وكان يتكلف 150جنيهاﹰ ، حيث قمت بعمل تغيير طفيف في صنعه باستخدام مادة بديله وكانت تكلفته 150 قرشاﹰ وهذا ما جعلنى مشهوراﹰ .
* كيف تم اختيارك في مدينة زويل كرئيس لقسم الفيزياء ?
تم ذلك من خلال عدة أشياء منها :
-الدورات التدريبية التي حصلت عليها من الجامعة الأمريكية في الفيزياء والطاقة الكهرومغناطيسية
-إبتكاري مولد كهربائي يعمل بطاقة الجذب المغناطيسى.
-الاختبارات التي قمت باجتيازها داخل مدينه زويل فقد أصبحت باحثاﹰ ثانياﹰ ثم باحثاﹰ أول في مجال الفيزياء فرع الطاقة الكهرومغناطيسية إلى أن وصلت إلى كبير باحثين في مجال الطاقة الكهرومغناطيسية . وأخيرا رئيساً لقسم الفيزياء.
* كرئيس قسم الفيزياء . ما هو عملك ?
اعمل داخل المعامل الفنية لصيانة المستلزمات واﻷدوات المستخدمة في التجارب الفيزيائية داخل المدينة إلى جانب ذلك ، أقوم بإلقاء محاضرات لعدد من طلاب الدراسات العليا وعددهم20 طالب وطالبة وأضف إلى ذلك إنني أقوم بعض اﻷبحاث .
* من هم الأشخاص الذين قاموا بمساعدتك ?
الفضل يعود أولاﹰ لله سبحانه وتعالى ثم أبى وأمي وبعض الشخصيات المرموقة في المجتمع المصري أذكر منها الدكتور عصام شرف ، و دكتور أحمد زويل ، دكتور مجدي يعقوب والعالم مصطفى السيد واللواء سامح سيف اليزل الخبير اﻷمنى واﻹستراتيجى .
* ما هو دور الدولة في مساعدتك?
ليس للدولة أي دور في مساعدتى ، فقد قمت بعرض المشروع على الحكومة أكثر من مرة ولكن قيل لي سوف يتم عرضه على الهيئة الهندسية المختصة بالحكومة على الرغم من حصول المشروع على شهادات عالمية من ألمانيا وأمريكا وبريطانيا إلى جانب حصوله على موافقة من الهيئة الهندسية للقوات المسلحة .
* ما هي رؤيتك لمدينه زويل ؟ وهل لها دور في نهضة العلم في مصر?
بالتأكيد وأقولها بكل ثقة إذا اكتملت هذه المدينة وبدأت في وظيفتها وعملها المنوط بها والمحدد تستطيع مصر خلال10سنوات أن تكون من دول العالم الثاني وليس الثالث .
* أهم أهدافك في الحياة ?
الهدف الرئيسي لي أن يتم تطبيق المشروع الذي قمت به وهو استخدام المولد الكهربائي الذي يعمل بقوة الجذب المغناطيسي .
* ما هي العقبات التي تواجهك في سبيل تحقيق هدفك ?
تتمثل العقبات في الإمكانات الخاصة بالبحث العلمي وقلة اﻷموال حيث أمتلك مشاريع كثيرة في ذاكرتي يمكن تنفيذها ولكن قلة اﻷموال هي العقبة أمامي .
وفى النهاية نشكر حضرتك على هذا الحديث المليء بالإرادة والعزم على التحدي لكل الصعوبات . ولكن نريد منك توجيه نصيحة للطلاب ؟
أقول لهم اهتموا بمذاكرتكم ولابد من الامتناع عن السلوكيات الخاطئة التي يمارسها الطلاب مع معلميهم ولابد من الالتزام والاحترام داخل الفصل .